728x90
خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الذكاء الإصطناعي في التعليم.. ما المخاطر؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ.د. محمد الرصاعي

لم يعد شيء في حياة البشر بمنأى عن تأثير الذكاء الإصطناعي، حتى بات يوجه جميع ممارساتهم وأعمالهم وتعاملاتهم اليومية سواءَ في الاقتصاد أو الصحة وحتى الحياة الاجتماعية والتواصل وجميع أشكال الخدمات والمعاملات، ويحاول البشر التكيف مع ما يفرضه الذكاء الإصطناعي على تفاصيل حياتهم، ومجاراة كل ما ينتجه من مستجدات باتت تغير أنماط سلوكهم وأشكال تفاعلاتهم.

مؤخرا صدر برنامج (chat GPT) وهو عبارة عن روبوت للدردشة يعمل بالذكاء الإصطناعي، يستطيع الرد على كافة التساؤلات والاستفسارات، ويمكنه كذلك إنشاء المحتوى والتأليف وتقديم الإقتراحات وإنشاء نصوص قوية دون أخطاء إملائية وبلغات عديدة، حتى أنه يستطيع إنشاء مجموعة متنوعة من المحتوى مثل المقالات والروايات، كما يمكن استخدامه لإجراء البحوث وتحليل البيانات في مختلف المجالات، ونظراً للإنتشار الهائل لهذا البرنامج عدلت الكثير من الدول في سياساتها التعليمية، وكذلك طرق تقييمها للطلبة بحيث عادت لاختبارات الورقة والقلم، وأوقفت التقييم المعتمد على استخدام التكنولوجيا.

رغم المنافع والمكتسبات العديدة التي نحصل عليها غير أن الذكاء الإصطناعي يتسبب في كثير من الأحيان بمخاطر قد تمس نشاط الأفراد ومشاعرهم وتتسبب بجمود أذهانهم وعقولهم، وجعلهم مرهونين لأدواته وتطبيقاته المتعددة، ومن أكثر القطاعات التي يُخشى من أثر الذكاء الإصطناعي عليها وعلى أدوارها هو قطاع التعليم الذي يضطلع بدور بناء المعرفة والمهارات لدى النشء، وتطوير قدراتهم الجسدية والذهنية والإنفعالية، من خلال تهيئة مواقف تعلم تحاكي مواقف الحياة، يقوم على صناعتها المدرسون في مرافق المدرسة أو الجامعة، وقد أهتم منظرو التعليم في عصر الحداثة بإكساب الطلبة مهارات الحصول على المعرفة والتحول عن إكسابهم المعرفة بشكل مباشر سعياً لتنمية وتعزيز مهارات الملاحظة والتصنيف والتمييز والتعميم والتحليل والفهم والإدراك ونقد الأفكار والمواقف واتخاذ القرار، وجميع هذه المهارات يتسلح بها الطلبة في مواجهة مواقف الحياة ومشكلاتها.

ويكمن خطر الذكاء الإصطناعي أنه ينوب عن الطلبة في ممارسة هذه المهارات، حيث تتكفل أدوات الذكاء الإصطناعي بإعطاء نتائج جاهزة وإجابات معلبة للعديد من التساؤلات والمسائل والمشكلات التي تعرضها المناهج الدراسية وأنشطة التعلم، الشيء الذي يحرم الطلبة من الاشتباك الذهني وممارسة أنشطة التفكير بصوره المختلفة.

في الوقت ذاته لا يستطيع أحد تجاهل أهمية ودور الذكاء الإصطناعي في تطوير العملية التعليمية ورفع كفاءة الطلبة والمعلمين وتمكين المعنيين من إدارة عمليات التعلم بصورة أكثر مرونة وكفاءة، غير أن توظيف الذكاء الإصطناعي في التعليم يحتاج فهم وإدراك من قبل جميع القائمين على التعليم لآليات التوظيف الإيجابي لهذا الذكاء بحيث يكون دوره مسانداً ومساعداً لأدوار المعلمين والمدراء، إلى جانب استخدامه في تطوير قدرات الطلبة في البحث والإستقصاء والتفكير النقدي والإبداعي، وهذه الآليات والسياسات تحتاج أن يتم تدريب جميع العاملين في قطاع التعليم على توظيف الذكاء الإصطناعي وأدواته توظيفاً إيجابياً وتصميم مناهج التدريس وفق هذه الآليات حتى ننجح في الإستفادة منه في تطوير مخرجات التعليم لا أن يكون الطلبة وعقولهم ضحية له.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF